قرّر بنفسك : أن تكون إيجابياً أو سلبياً

قرّر بنفسك : أن تكون إيجابياً أو سلبياً ( 2 )
لماذا معظمنا سلبيون ؟

أعجبني ما ورد في بعض الدراسات النفسية من نتائج ملخصها :
* من لحظة الميلاد حتى سن 5 سنوات يكون 50% من برمجة الإنسان قد اكتمل
* من سن 5 سنوات حتى 7 سنوات يكون 75% إلى 80% من برمجة الإنسان قد تمت .
* من 7 إلى 18 سنة يكون 95% من البرمجة للإنسان قد تمّت .
* عند بلوغ سن 18 سنة نكون قد تلقينا 150,000 إلى 200,000 رسالة سلبية .
* و 400 إلى 600 رسالة إيجابية فقط .
وهذا يفضي إلى نتيجة حتمية وهي أننا قد تبرمجنا برمجة كاملة ، وهذه البرمجة إما أن تكون برمجة إيجابية أو برمجة سلبية .
وهذا يقود إلى سؤال أساسي من السبب وراء برمجتنا كل هذه البرمجة ؟
يمكن تحديد خمسة مصادر رئيسية لكل هذه البرمجة هي كالتالي :

1) الوالدان :
يعتبران الأساس الأول لهذه البرمجة ، فالوالدان اللذان اعتادا على التفوه بما هبّ ودبّ من كلمات قاسية – محبطة – معنفة – بحق أطفالهما تترك بصماتها في أغوار نفوس أبنائهم وتتشكل في هيئة عقيدة راسخة في نفوسهم لتتحول في النهاية إلى ممارسة وسلوك . مثلاً : الطفل الذي اعتاد على سماع كلمات من قبيل " أنت غبي ، كسلان ، فاشل ، طايح حظ ، .... الخ . هذه الكلمات ربما لا يشعر الوالدان بحجم وقعها في نفس الطفل ، إلا أنها تتحول إلى قيم راسخة تترجم في النهاية إلى سلوك .
هل هذا يعني أن الوالدين مجرمان في حق ابنهما ؟ كلا وإنما ينم عن جهلهما وعدم إلمامهما بقواعد التربية الإيجابية للأبناء .

2) المدرسة :
ما يتعرض له الطالب داخل المدرسة من مواقف يمكن أن تسهم في برمجة الطالب ، فالطالب الذي يقابله المعلم بكلمات من قبيل " أنت غبي " " متى بتفهم ؟ " " أنت حمار ما تصلح للتعليم " وتزداد خطورة هذه الكلمات إذا تعرض الطالب إلى سخرية زملائه واستهزائهم به نتيجة هذه الكلمات التي تفوه بها المعلم.

3) الأصدقــــاء :
يؤثر الأصدقاء بنسبة كبيرة على بعضهم البعض ، فالطالب يتعلم التدخين ، المخدرات ، الكسل والإهمال ، ترك الصوم والصلاة ، متابعة الموضات .... الخ من زملائه

4) الإعـــــلام :
يؤثر بدرجة كبيرة ويوجه السلوك والقيم لدينا ، أحيانأ نساق من حيث نشعر أو لا نشعر نحو تقليد ثياب الفنانة وطريقة تحدثها وتفكيرها ، بل وطرق الغرام التي تنتهجها ، وقد نحمل على الإيمان بأفكار فاسدة ، مثل تكوين الثروة عن طريق الحرام ، أو الوصول إلى الهدف على أنقاض جماجم البشر، الإيمان بمبدأ المنفعة المجردة ........ الخ .

5) ذاتــك أنــت :
وتعتبر الأكثر تأثيراً ، بل هو البوابة الواسعة التي تعبر منها البرامج إلى داخلك . المصادر الأربعة السابقة لا تؤثر إذا كانت ذاتك لا تتفاعل ولا تستجيب لبرامجها ، أما إذا انساقت وأصغت لنداءاتها فهي تتبرمج تلقائياً وبسرعة فائقة ، ويزداد الطين بلة إذا شاركت ذاتك في تلك البرمجة وأضافت إليها المزيد من الموالح والبهارات التي تتوغل بك في دهاليز مظلمة لا تبصر فيها نوراً ، لتحوّل حياتك إلى جحيم لا يطاق ، أو إلى شخص يائس من التغيير ، عاجز عن الوصول إلى هدفه ، مقتنع بقدره الموهوم .

ننتهي إلى حلقة جديدة وهي كيف نعيد برمجة أنفسنا من جديد ؟
هل هذا ممكن ؟ أم أنه قد فات الأوان ؟
ألتقي بكم في حلقة جديدة إن شاء الله

×?°تمنياتي لكم حياة سعيدة إيجابية×?°

تحياتي اخوكم اعذب حزن Surprised